of  

or
Sign in to continue reading...

المنتجات التأمينية الإسلامية

IB Insights
By IB Insights
7 years ago
المنتجات التأمينية الإسلامية


Create FREE account or Login to add your comment
Comments (0)


Transcription

  1. ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ات‬ ‫التأمينية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫المؤتمر الثالث للمصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬ ‫تحت شعار‪ :‬الصيرفة اإلسالمية بين الواقع والطموح‬ ‫دمشق ـ سو يرة‬ ‫الدكتور عالء الدين زعتري‬ ‫‪www.alzatari.org‬‬
  2. ‫المنتجات التأمينية اإلسالمية‬ ‫مقدمة‬ ‫لقد أصبح النشاط التأميني ضرورياً في‬ ‫حياتنا المعاصرة نظراً لتكاثر المخاطر‬ ‫المحدقة بإنسان العصر‪.‬‬ ‫ولقد تزايد االهتمام بالتأمين في الدول ‪‬‬ ‫النامية واإلسالمية في اآلونة األخيرة‬ ‫وتسعى الدول والحكومات وهو مطلب‬ ‫األفراد والشركات إلى إشاعة نوع من‬ ‫التأمين يتفق وتعاليم الشريعة‬ ‫اإلسالمية السمحة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
  3. ‫المنتجات التأمينية اإلسالمية‬ ‫مقدمة‬ ‫وشركات التأمين اإلسالمية جاءت‬ ‫مكملة لدورة االقتصاد اإلسالمي التي‬ ‫ابتدأتها المصارف اإلسالمية‪ ،‬وبخاصة‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫ولإلسالم منهجه في تقرير األشياء ‪‬‬ ‫على ضوء رؤيته لمسيرة الفرد‬ ‫والمجتمع بما يحقق المصالح الحقيقية‬ ‫لهما‪ ،‬ويدرأ عنهما األذى والضرر‪ ،‬جاء‬ ‫هذا المنهاج واضحاً في القرآن والسنة‬ ‫النبوية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
  4. ‫المنتجات التأمينية اإلسالمية‬ ‫أهمية التكافل في الحياة اإلنسانية‬ ‫جميع الرساالت السماوية تدعو إلى‬ ‫الخير والتعاون‪ ،‬غير أن اإلسالم قد‬ ‫عني عناية كبرى بالتعاون والتناصر‬ ‫على الحق والخير‪ ،‬حيث دعا القرآن‬ ‫الكريم إلى ذلك‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫{ َوتَ َعا َو ُنوا َعلَى ْال ِب ِر وَالت ْقوَى و ََال تَ َعا َو ُنوا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّللا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َّللا‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫َات‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫َا‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫َال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫اإل‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫ش ِد ُ‬ ‫َ‬ ‫يد} [المائدة‪.]2 :‬‬ ‫‪‬‬
  5. ‫المنتجات التأمينية اإلسالمية‬ ‫أهمية التكافل في الحياة اإلنسانية‬ ‫كما حثت السنة النبوية المطهرة على‬ ‫ذلك في أحاديث كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬‬ ‫"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم‬ ‫وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه‬ ‫عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر‬ ‫والحمى"([‪.)]1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬ ‫) صحيح مسلم (‪ ،)2586‬ومسند أحمد (‪ )17913‬و(‪([1].)17907‬‬ ‫‪‬‬
  6. ‫كما حثت السنة النبوية المطهرة على ذلك في‬ ‫أحاديث كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫قول رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪" :‬وهللا في عون العبد ما كان‬ ‫العبد في عون أخيه"([‪.)]1‬‬ ‫‪‬‬ ‫) صحيح مسلم‪ ،)2699( ،‬وسنن أبي داود (‪ ،)4946‬وسنن الترمذي (‪ )1425‬و(‪([1].)1930‬‬ ‫أهمية التكافل في الحياة اإلنسانية‬ ‫‪6‬‬ ‫‪‬‬
  7. ‫كما حثت السنة النبوية المطهرة على ذلك في أحاديث كثيرة‪،‬‬ ‫منها‪ :‬‬ ‫وقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد‬ ‫ً‬ ‫بعضه بعضا"([‪.)]1‬‬ ‫‪‬‬ ‫) صحيح مسلم (‪ ،)2585‬وسنن الترمذي (‪ ،)1928‬وسنن النسائي (‪ ،)2560‬ومسند أحمد (‪([1].)19127‬‬ ‫أهمية التكافل في الحياة اإلنسانية‬ ‫‪7‬‬ ‫‪‬‬
  8. ‫نماذج تكافلية في الشريعة اإلسالمية‬ ‫إما عن طريق تكافل أبناء المجتمع بعضهم‬ ‫مع بعض‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫وإما عن طريق الدولة (بيت المالحيث كان‬ ‫هو شركة التأمين العامة لكل من يعيش‬ ‫في نور اإلسالم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫كما تجد في الشريعة اإلسالمية تأمين‬ ‫األفراد عند الحوادث ومعاونتهم على‬ ‫التغلب على الكوارث التي تصيبهم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
  9. ‫كما نجد التأمين للورثة بعد الوفاة في قول‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا أولى‬ ‫بكل مؤمن من نفسه‪ ،‬من ترك ماال ً‬ ‫فألهله‪ ،‬ومن ترك دَيناً أو ضياعاً فإلي‬ ‫وعلي"([‪.)]1‬‬ ‫‪‬‬ ‫) صحيح مسلم (‪ ،)867‬و سنن أبي داود (‪ )2900‬و(‪ )2956‬و(‪ ،)3343‬وسنن النسائي (‪([1].)1962‬‬ ‫نماذج تكافلية في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪9‬‬ ‫‪‬‬
  10. ‫ومن أعظم ما شرعه اإلسالم لتأمين‬ ‫أبنائه‪ :‬سهم (الغارمين) في مصارف الزكاة‪.‬‬ ‫وقد جاء عن مجاهد ـ وهو من التابعين ـ ‪‬‬ ‫في تفسير الغارمين‪ ،‬قال‪[ :‬هو الذي يذهب‬ ‫السيل والحريق بماله‪ ،‬ويدان على عياله]‬ ‫([‪.)]1‬‬ ‫‪‬‬ ‫) تفسير الطبري‪،‬‬ ‫‪([1].10/114‬‬ ‫نماذج تكافلية في الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪10‬‬
  11. ‫دور علماء الشريعة في التأمين‬ ‫‪ - 1‬استيعاب عقود التأمين‪ ،‬ثم تبيان‬ ‫ما ال يتفق مع المبادئ اإلسالمية‬ ‫والخوض فيها بعمق‪ ،‬مع مالحظة‬ ‫الظروف والمالبسات التي تحيط بها‪،‬‬ ‫ومحاولة االستفادة من النافع منها‬ ‫والمتوافق مع الشريعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وطرح المخالف‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬
  12. ‫دور علماء الشريعة في التأمين‬ ‫‪ 2‬ـ صياغة التأمين صياغة‬ ‫إسالمية تحقق الغرض‬ ‫المنشود على أكمل وجه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألن مبدأ التعاون واجب‬ ‫إسالمي ومطلوب شرعي‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬
  13. ‫الفرق بني التعاون والتكافل‬ ‫يطلق الباحثون واملهتمون ابملؤسسات املالية على التأمني الذي متارسه شركات التأمني اإلسالمية مصطلح التأمني التعاوين اترة‬ ‫‪ ،‬والتأمني التكافلي اترة أخرى ‪.‬‬ ‫وحيتل مصطلح التأمني التعاوين املرتبة األوىل بني املصطلحني من حيث كثرة االستعمال‪،‬فهو املصطلح املألوف واملعروف‬ ‫الب والتقوى وال تعاونوا على اإلمث والعدوان ” (سورة‬ ‫لدى اجملامع الفقهية استئناسا بقول هللا تبارك وتعاىل‪":‬وتعاونوا على ِّ‬ ‫املائدة ‪ ،‬اآلية ‪. )2 /‬‬ ‫ويف الوقت نفسه يستعمل بعض الباحثني مصطلح التأمني التكافلي استئناسا ابحلديث النبوي الشريف ‪ " :‬أان وكافل‬ ‫وفرق بينهما "‬ ‫اليتيم يف اجلنَّة هكذا ‪ ،‬وأشار ابلسبابة والوسطى ّ‬ ‫‪13‬‬
  14. ‫يُرجح مصطلح التأمني التعاوين على نظريه التأمني التكافلي لالعتبارات التالية ‪-:‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫إن معىن التعاون اللغوي واالصطالحي يتطابق مع فكر التأمني اإلسالمي تطابقا اتما ‪،‬‬ ‫والذي يقوم على أساس تبادل التبع بني محلة الواثئق لرتميم آاثر املخاطر اليت تصيب‬ ‫أي منهم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫إن معىن التكافل اللغوي واالصطالحي ال ينسجم مع املراد ابلتأمني اإلسالمي فغاية ما‬ ‫يدل عليه هو االلتزام َّ‬ ‫ابلدين وضمانه عن املدين للدائن ‪ ،‬وال يفيد معىن املعاونة‬ ‫املتبادلة بني اجلماعة كما يفيد ذلك التعاون ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫إن التكافل يكون بني فريقني أحدمها قوي واآلخر ضعيف ففي كفالة َّ‬ ‫الدين يكون‬ ‫الكفيل طرفا قوي واملدين طرفا ضعيفا ‪.‬‬ ‫أما التعاون فيكون بني مجاعة جتمعهم مصلحة مشرتكة ‪ ،‬يتساوى فيها اجلميع فكل‬ ‫تبع له ‪.‬‬ ‫وم َّ‬ ‫متبع ُ‬ ‫مشرتك منهم له صفتان يف آن واحد ‪ِّ :‬‬
  15. ‫‪ -4‬االصطالح على تسمية التأمني االسالمي ابلتأمني التعاوين يف اجملامع الفقهية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬اطالق كبار علماء الشريعة االسالمية مصطلح التأمني التعاوين على التأمني‬ ‫االسالمي فيما يصدر عنهم من أحباث ودراسات وآراء فقهية كما هو مبني يف‬ ‫البحث الذي بني أيدكم‬ ‫‪15‬‬
  16. ‫التأصيل اإلسالمي للتأمين‪:‬‬ ‫أ – األمن نعمة إلهية‪ ،‬وحاجة‬ ‫إنسانية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ب ‪ -‬التأمين مطلب‬ ‫إسالمي‪:‬‬ ‫جـ ‪ -‬التعاون على التأمين‬ ‫قيمة إسالمية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪16‬‬
  17. ‫التأصيل اإلسالمي للتأمين‪:‬‬ ‫أ – األمن نعمة إلهية‪ ،‬وحاجة إنسانية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬أما كونه نعمة إلهية فيظهر في أن هللا سبحانه وتعالى امتن باألمن‬ ‫على عباده وباالستقراء التام آليات القرآن ُيال َ‬ ‫حظ أنه سبحانه ال يمتن‬ ‫على عباده إال بالنعم‪ ،‬ويستدل على ذلك بقوله تعالى‪َ { :‬‬ ‫ف ْليَ ْع ُب ُدوا َر َّ‬ ‫ب‬ ‫البَ ْيت* الَّذي أَ ْ‬ ‫ه َذا ْ‬ ‫َ‬ ‫ط َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مم ْ‬ ‫م َن ُه ْ‬ ‫مم ْ‬ ‫م ُه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جوعٍ َو َءا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف} [قريش‪.]4 – 3 :‬‬ ‫خ ْو ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫كما كان األمن أحد مطلبين في دعاء سيدنا إبراهيم ألهله ولمكة في‬ ‫ق أَ ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬وإ ْذ َ‬ ‫ار ُز ْ‬ ‫ل َ‬ ‫هلَ ُ‬ ‫اج َ‬ ‫ل إ ْب َراه ُ‬ ‫ه َذا بَلَ ًدا َءام ًنا َو ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫يم َرب ْ‬ ‫قا َ‬ ‫هم َ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫الث َ‬ ‫م َرات} [البقرة‪ ،]126 :‬والدعاء هلل يكون بطلب الخير والنعم‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪17‬‬
  18. ‫التأصيل اإلسالمي للتأمين‪:‬‬ ‫أ – األمن نعمة إلهية‪ ،‬وحاجة‬ ‫‪ -2‬وأما كونه حاجة إنسانية‪ ،‬فإن علماء االقتصاد يقولون أن ‪‬‬ ‫الهدف من االقتصاد هو إشباع الحاجات اإلنسانية بالموارد‬ ‫المتاحة‪.‬‬ ‫وقد قسمت الحاجات إلى نوعين هما‪ :‬‬ ‫النوع األول‪ :‬الحاجات الفسيولوجية (الجسمية) الطعام ‪‬‬ ‫والشراب والمسكن والملبس‪.‬‬ ‫والنوع الثاني‪ :‬الحاجات السيكولوجية (النفسية) ويأتي على ‪‬‬ ‫قمتها الحاجة إلى األمن‪ ،‬ثم الحاجة إلى االنتماء والحاجة‬ ‫إلى التقدير‪.‬‬ ‫وهذا ما ذكره القرآن الكريم في أكثر من موضوع‪ ،‬منها قوله ‪‬‬ ‫م ْ‬ ‫مئ َّن ً‬ ‫ت َءام َن ً‬ ‫ق ْريَ ً‬ ‫م َث ًال ً َ‬ ‫ة َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ب َّ ُ‬ ‫كانَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ة يَ ْأتي َ‬ ‫ط َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫تعالى‪َ { :‬‬ ‫ها‬ ‫‪18‬‬ ‫ُ‬ ‫عم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ذ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت بأَ ْن ُ‬ ‫فأَ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ها َّ ُ‬ ‫ف َر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس‬ ‫َّللا ل َب‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫و ْ‬ ‫ْ‬ ‫ص َن ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ال َ‬ ‫ال ُ‬ ‫انوا يَ ْ‬ ‫خ ْوف ب َ‬ ‫جوع َ‬ ‫ون} [النحل‪.]112 :‬‬ ‫إنسانية‪ :‬‬
  19. ‫التأصيل اإلسالمي للتأمين‪:‬‬ ‫ب‪ -‬التأمين مطلب إسالمي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫إذا كان األمن بهذه األهمية في اإلسالم فإن طلبه مشروع‪ ،‬وهذا الطلب‬ ‫يكون عن طريق التأمين‪ ،‬وهو في المجال االقتصادي والمالي يتم بادخار‬ ‫جزء من المال في حالة السعة لمواجهة حاالت الحاجة والعوز التي‬ ‫يمكن أن تقع بانقطاع مصدر الدخل أو لمواجهة زيادة المتطلبات‬ ‫االقتصادية أو الستبدال مال هلك‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫وهذا ما يؤكد عليه اإلسالم في مصادره األصلية فكل اآليات القرآنية‬ ‫العديدة التي تناولت إنفاق المال طالبت بإنفاق بعض المال وليس كله‪،‬‬ ‫ما َر َز ْق َن ُ‬ ‫مما يعنى ضرورة ادخار جزء منه‪ ،‬كما في قوله تعالى‪َ { :‬وم َّ‬ ‫اه ْ‬ ‫م‬ ‫ُي ْنف ُق َ‬ ‫ون} [البقرة‪.]2 :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪19‬‬
  20. ‫التأصيل اإلسالمي للتأمين‪:‬‬ ‫ب‪ -‬التأمين مطلب إسالمي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫و(من) للتبعيض‪ ،‬أي‪ :‬المطلوب إنفاق بعض الرزق أو الدخل‪،‬‬ ‫وادخار الباقي لمواجهة الحاجات المستقبلية‪.‬‬ ‫وهذا ما تؤكده األحاديث النبوية الشريفة صراحة مثل الحديث ‪‬‬ ‫الجامع ألركان االقتصاد الثالثة (الكسب – اإلنفاق – االدخار)‪،‬‬ ‫والذي يقول فيه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬رحم هللا‬ ‫امرءاً اكتسب طيباً‪ ،‬وأنفق قصدا‪ ً،‬وقدم فضال ً ليوم فقره‬ ‫وحاجته"([‪ ،)]1‬والفضل ما فاض من الدخل أو الكسب بعد‬ ‫اإلنفاق‪.‬‬ ‫وحديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص‪ :‬‬ ‫"إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون‬ ‫الناس ما في أيديهم"([‪ ،)]2‬فهذا توجيه لالحتياط مالياً باالدخار‬ ‫للمستقبل وعدم إنفاق كل المال وهو بالضبط مغزى التأمين‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪20‬‬ ‫) رواه ابن النجار في تاريخ بغداد عن عائشة رضي هللا عنها‪ .‬فيض القدير‪ ،‬شرح ]‪([1‬‬ ‫‪.‬الجامع الصغير‪ ،‬اإلمام المناوي‪ ،‬وكنز العمال‪ ،‬المتقي الهندي‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ).‬سنن النسائي‪([2])3628( ،‬‬ ‫‪‬‬